کد مطلب:240943 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:119

بمضادته بن الأشیاء عرف أن لاضدله
من خطبة الإمام الرضا علیه السلام التی رواها الصدوق و قد استخرجنا كلمات حكمیة أخری منها: «من غیاه فقد غایاه». [1] و «بتجهیره الجواهر عرف ألا جوهر له» [2] .

قال علیه السلام مباشرة بالأخیرة:

«و بمضادته بین الأشیاء عرف أن لاضدله» [3] .

و هذه الكلمة موجودة فی بعض الخطب العلویة [4] قال ابن أبی الحدید فی شرحها: ثم قال - علیه السلام-: «و بمضادته بین الأمور [5] عرف أن لاضدله»؛

و ذلك لأنه تعالی لما دلنا بالعقل علی أن الأمور تتضاد علی موضوع تقوم به تحله كان قد دلنا علی أنه تعالی لاضدله؛ لأنه یستحیل أن یكون قائما بموضوع ییحله كما تقول المتضادات بموضوعها [6] .

قال الرضا علیه السلام بعدها متصلا:

«و بمقارنته بین الأمور عرف أن لاقرین له» [7] .

أیضا هذه الكلمة كائنة فی تلو المتقدمة فی الموضعین، و قال المعتزلی: ثم قال - علیه السلام-: «و بمقارنته بین الأمور عرف أن لاقرین له». [8] و ذلك لأنه تعالی قرن بین العرض و الجوهر بمعنی استحالة انفكاك أحدهما عن الآخر، و قرن بین كثیر من الأعراض، نحو ما یقوله أصحابنا فی حیاتی القلب و الكبد، و نحو الأضافات التی یذكرها الحكماء، كالنبوة و الأبوة، و الفوقیة و التحتیة، و نحو كثیر من العلل و المعلولات، و الأسباب و المسببات فیما ركبه فی العقول من وجوب هذه المقارنة و استحالة انفكاك أحد الأمرین



[ صفحه 210]



عن الآخر، علمنا أنه لاقرین له سبحانه، لأنه لوقارن شیئا علی حسب هذه المقارنة لاستحال انفكاكه عنه، فكان محتاجا فی تحقق ذاته تعالی إلیه، و كل محتاج ممكن فواجب الوجود ممكن! هذا محال.

و لعل المثل السائر: «تعرف الأشیاء بأضدادها». [9] مصدره هذه الكلمة الحكمیة العلویة أو الرضویة أو علی الأقل مطبق علیها.

إن قیل: علی ذلك یلزم أن تكون الأشیاء مضادة له تعالی و لیس لله عزوجل ضد.

الجواب أن المراد هنا النفی للضد لاللإثبات فتدبر.



[ صفحه 211]




[1] حرف الميم مع النون.

[2] حرف الباء مع التاء.

[3] التوحيد 37.

[4] النهج 73:13.

[5] هنا الأمور، و في الرضوية الأشياء و المراد واحد.

[6] شرح النهج 73:13.

[7] التوحيد 37.

[8] النهج 73:13.

[9] أمثال و حكم 548:1.